تقسيم النبات (لطلبة النبات العام )

The need for classification of plants

وضعت اللبنات الاولى لما
يعرف بعلم تقسيم النبات Plant Taxonomy (باللغة اليونانية Taxis : ترتيب و Nomos : قانون) ويقصد بالتقسيم ترتيب الأشياء المتماثلة في مجموعات
متميزة يسهل التعامل معها ، وتبادل المعلومات عنها.

يهتم هذا العلم بتعرف
الأنواع النباتية المختلفة ، وتسميتها ، ووصفها ، وترتيبها في نظم تقسيمية محددة
وفق خطة موضوعية أو ترتيب تعاقبي معين ، وبما يتفق مع نظام تصنيفي محدد يهدف إلى
إظهار أوجه الشبه والاختلاف فيما بينها بصورة شاملة توضح الروابط الحقيقية التي توجد
بين أنواع النباتات المختلفة ، والقائم على التطور ويرتب كل نوع Species كعضو في جنس Genus معين كما يتبع كل جنس فصيلة Family محددة وتنتمي الفصيلة إلى رتبة Order وكل رتبة إلى طائفة Class ثم إلى قسم Division الذي يعتبر أكبر فئة تصنيفية.

تختلف النباتات كثيراً في
الحجم والشكل والتنظيم واللون والتوزيع والبيئة ودورة الحياة ، ويتزايد عدد
الأنواع النباتية التي يضيفها علماء النباتات بشكل منتظم لاستمرار بحثهم عما هو
جديد في عالم الأحياء ، ومع ذلك ما زال العديد من أكثر الكائنات الحية أهمية
للإنسان غير معروفا من الوجهة التصنيفية.

قد يظن البعض ، وعلى خلاف
الواقع ، أن علم تقسيم النبات علم أثري غير متطور لاعتماده بالدرجة الأولى على
الشكل الخارجي للنباتات ، وعلى الرغم من أهمية المعلومات المورفولوجية في مختلف
مجالات البحوث التطبيقية فقد اتجه علماء تقسيم النباتات في الآونة الأخيرة إلى
الاستفادة من مجالات العلوم التجريبية المختلفة وساعدهم في ذلك البحوث الحديثة
لتلك العلوم ، واستخدامها كركيزة أولية لتعريف ، وتسمية ، ووصف وتقسيم الكائنات
الحية المختلفة . وتقدم هذه العلوم دلائل تقسيمية Taxonomic evidences المبرهنة على العلاقات المختلفة بين النباتات.

وقد ساعد ذلك على تقدم علم
تقسيم النبات بصورة عظيمة ، فعلى سبيل المثال خدم علم الخلية Cytology تقسيم النبات خاصة في إيجاد العلاقة بين الأجناس والأنواع
امختلفة ، أما علم حبوب اللقاح Palynology فقد تقدم سريعاً بالرغم من
حداثة عهده وقد استخدمت حبوب اللقاح كأداة لمعرفة عمر طبقات الأرض المتعاقبة وتطور
النباتات على مرّ العصور ولقد أمكن بدراسة تركيب جدار حبة اللقاح وكذلك ثقوب
الإنبات تحديد درجة ارتقاء الأنواع النباتية المختلفة وإيجاد العلاقة بين الأجناس
والفصائل المختلفة ، وساعد علم الكيمياء Chemistry علىتحديد أواصر القرابة بين الأنواع والأجناس المختلفة وكذلك
درجة ارتقاء النباتات بما تحتويه من مركبات كيميائة خاصة .

ويعتبر علم تقسيم النبات
الركيزة التي تقوم عليها العلوم البيولوجية الأخرى ، وهو في الوقت نفسه الهدف
النهائي لكل دراسة بيولوجية ، اذ يرغب عالم البيئة Ecology الذي يجري بحوثا ً على الكائنات التي تساعد على التخلص من
تلوث البيئة في تعريف النباتات التي تقوم بهذه الوظيفة ، كما ويطلب عالم الوراثة Genetics الذي يدخل مادة مورَ ّثة Germplasm جديدة إلى محصول ما لزيادة إنتاجيته أو مقاومته لمرض ما
معرفة خصائص النبات المحتوي على هذه المادة المورثة ، ويود الكيميائي الذي يحلل
نباتا ً ما بحثا ً عن ترياق لعلاج ورم خبيث تعريف ، وتسمية النبات الذي يستخلص منه
هذه المادة ، ولا شك أن هؤلاء العلماء جميعا ً يهتمون بعد ذلك بمعرفة أسماء النباتات
الأخرى الوثيقة الصلة بحثا ً عن مصادر قد تكون أكثر فاعلية في دراستهم ، ويعتبر
الإسم العلمي نقطة البدء التي يمكن عن طريقها الوصول إلى أية معلومات مرجوة ، وعلى
علام التقسيم إعداد اللغة التي مكن بها توصيف الكائنات بدقة وإيجاز إذ لابد من
تهيئة أسلوب مبسط لتعرف النباتات ، وكذلك وضع نظام تقسيم تطوري يظهر أواصر القرابة
بين النباتات المختلفة .

وتعتبر المحافظة على
استمرار حياة النباتات الموجودة بالعالم من أعظم ما يواجهنا من تحديات ، فنحن في
حاجة لمعرفة المزيد عن هذه الكائنات التي تعتبر الأساس لبقائنا وكيف نحتفظ ،
ونستعيد بسهولة القدر الهائل من المعلومات المعروفة عنها وإنه لمن المهام الأولية
وفي الوقت نفسه من المشكلات الرئيسية لعالم تقسيم النبات استغلال هذا الحجم من
المعرفة في تقسيم النباتات بصورة
سهلة ، وفعالة ، وحفظها فيما يعرف بمخزن أو بنك المعلومات Data Bank الخاصة بالتقسيم . وعلماء التقسيم هم أول من جذب الإنتباه
إلى أزمة التنوع ، كما لعبوا دورا ً رئيسيًا في رصدها.

وتتركز الأهداف الرئيسية
لعلم تقسيم النبات فيما يأتي :

1.وضع أسس مقبولة ، لتعريف ،
وتسمية ووصف الأنواع النباتية المختلفة سواء كانت نباتات معاصرة Extant أو حفرية Extinct .

2.ترتيب النباتات في مجموعات
من أفراد ترتبط ببعضها البعض بدرجة أكبر مما ترتبط به مع أفراد المجموعات الأخرى ،
ووضع نظام تقسيمي يهدف إلى توضيح صلات النسب وأواصر القرابة بين النباتات يقوم على
التطور السالف لهذه النباتات .

3.وضع سجل Inventory لمجموعات النباتات البرية التي تنمو طبيعيا في منطقة جغرافية
او سياسية معينة فيما يعرف بالفلورة flora وقد تشمل الدراسة بقعة محدودة ، أو ربما منطقة كبيرة ، أو قد
تمتد لتشمل نباتات قارة بأكملها.

4.وضع تصور للعمليات التطورية
، والصلات التي تربط النباتات ببعضها البعض .

ويجدر
في هذا الصدد توضيح مدلول بعض المصطلحات كثيرة التداول في هذا العلم :

Classification : ترتيب النباتات في مجموعات
متدرجة متميزة من الناحية التركيبية والنشأة وبعض الخصائص الأخرى.

Taxonomy : الدراسة التي تهتم بأساسيات
، وطرق التقسيم المختلفة.

Systematics : الدراسة التي تهتم بدراسة
الأفراد المختلفة ، والصلات الطبيعية التي تربط بينها بصورة مستفيضة .

هذا ويصعب وضع حد فاصل بين المصطلحين Taxonomy و Systematics .

Biosystematics : الحقل الدراسي الذي يهتم
بالاختلافات والتطور بين الأنواع وما يعلوها من مجموعات نباتية مختلفة ويتم ذلك
مبدئيا ً بالوسائل التجريبية ، والتحليلية التي تعتمد أساسا ً على النواحي
الوراثية .

Ecosystematics : المجال الذي يُعنّى بدراسة
المجموعات ، والعشائر النباتية ، وغالبا ً ما يتناول الأنواع ، والأجناس ، والفصائل
بالملاحظة ، والوصف ، ويعتمد بصورة أساسية على بحوث البيئة .

Phylosystematics : الحقل الدراسي الذي يهتم
بالتطور السالف ، والتقسيم على مستوى الجنس ، والفصيلة ، والرتبة ، والطائفة
بالدراسة النظرية ، والعملية Synthetic.

Phytography : المرحلة من الدراسة
التقسيمية التي تهتم بالمصطلحات الوصفية للنبات ، وأجزائه المختلفة بهدف الوصول
بدقة ، وشمول إلى تحديد الأنواع النباتية تحت الدراسة.

موجوع جميل .......... cherry